تأسس مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية (سيسرك) كجهاز متفرع عن منظمة التعاون الإسلامي بموجب القرار رقم 2/8-E الصادر عن المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الخارجية الذي عقد في مايو 1977 في طرابلس، ليبيا. وشرع سيسرك في أداء مهامه في غرة يونيو 1978 بأنقرة عاصمة الجمهورية التركية.
وتتمثل المهام الرئيسية التي أُنيطت بسيسرك في عام 1978 في ثلاثة عناصر:
- جمع ومعالجة ونشر إحصاءات ومعلومات اجتماعية واقتصادية حول البلدان الأعضاء ولصالحها،
- دراسة وتقييم التطورات الاقتصادية والاجتماعية في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للمساعدة في وضع المقترحات التي من شأنها بدء وتعزيز التعاون فيما بينها،
- تنظيم برامج تدريبية في مجالات مختارة موجهة لتلبية احتياجات البلدان الأعضاء بالإضافة إلى تحقيق الأهداف العامة لمنظمة التعاون الإسلامي.
ووفقا لولايته القانونية وتماشيا مع التطورات والتحديات العالمية والإقليمية، قدم سيسرك على مدار العقود الأربعة والنصف الماضية عددا من التدابير والأساليب وأطلق مناهج وبرامج جديدة تروم تعزيز دوره في المساهمة في جهود منظمة التعاون الإسلامي وبلدانها الأعضاء الرامية إلى التصدي للتحديات التي تواجهها في مساعيها التنموية. ويعتبر المركز الآن أحد أجهزة منظمة التعاون الإسلامي الفرعية الهامة المسؤولة عن الدفع بعجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في سياق تعزيز التعاون البيني في المنظمة في مجالات تخصصه (الإحصاءات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية والتدريب والتعاون الفني).
وفي مجال الإحصاءات والمعلومات، يلعب سيسرك دورا هاما في ضمان توفير البيانات والمعلومات الإحصائية اللازمة حول البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي من شأنها أن تجعلها أكثر اطلاعا على إمكانيات واحتياجات وقدرات بعضها بعضا للمساهمة في تسهيل عملية إعداد مشاريع للتعاون ومخططات التكامل. وفي هذا الصدد، يعتبر المركز بمثابة البنك الرئيسي للإحصاءات والمعلومات الاجتماعية والاقتصادية حول البلدان الأعضاء في المنظمة ولصالحها. وتضم قاعدة البيانات الرئيسية للمركز، قاعدة البيانات الإحصائية لمنظمة التعاون الإسلامي (OICStat)، بيانات حول 1852 مؤشرا اجتماعيا واقتصاديا يعود تاريخها إلى عام 1970 كلها مصنفة تحت 27 فئة لصالح البلدان الـ57 الأعضاء في المنظمة. كما ينشر المركز بانتظام "الكتاب الإحصائي السنوي للبلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي"، الذي يُعد المنشور الإحصائي الوحيد للمنظمة. وفي الآن ذاته، يساهم سيسرك بشكل كبير في جهود البلدان الأعضاء الرامية إلى تعزيز القدرات الفنية لمكاتب الإحصاء الوطنية (NSOs) فيها من خلال برنامج المركز لبناء القدرات الإحصائية (StatCaB) وبتوليه دور أمانة اللجنة الإحصائية لمنظمة التعاون الإسلامي (OIC-StatCom)، الذي يعتبر منتدى التعاون الوحيد للمنظمة في مجال الإحصاءات.
وفي مجال الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية، يواصل سيسرك دراسة وتقييم التطورات الاقتصادية والاجتماعية في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي من أجل الخروج بالمقترحات التي من شأنها تسهيل وتعزيز التعاون فيما بينها. وبصفته جهاز الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية الرئيسي لمنظمة التعاون الإسلامي، يواصل المركز اضطلاعه بأنشطة الأبحاث حول مجموعة واسعة من القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تحظى باهتمام البلدان الأعضاء في المنظمة. وفي هذا الإطار، واصل المركز الاضطلاع بمهام واسعة النطاق أسندت إليه من أجل إعداد التقارير والدراسات البحثية الفنية المرجعية المتعلقة بعدد من قضايا التعاون في المجالين الاقتصادي والاجتماعي كما هي محددة على جدول أعمال العديد من مؤتمرات واجتماعات منظمة التعاون الإسلامي ذات الصلة، لا سيما مؤتمراتها الوزارية القطاعية. وبهذا، يواصل المركز تقديم مساهماته المهمة في آلية حوار السياسات في منظمة التعاون الإسلامي من خلال تحليل الوضع الراهن على مستوى المنظمة واقتراح الإجراءات المناسبة التي يجب اتخاذها على مستوى السياسات لمواجهة التحديات القائمة وتعزيز التعاون فيما بين الدول الإسلامية في مجالات محددة.
ويلعب سيسرك، في مجال التدريب والتعاون الفني، دورا هاما في تعزيز أواصر التعاون والتآزر بين البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي من خلال تقديم خدمات على مستوى المساعدة الفنية وتبادل الممارسات الفضلى وتنمية المهارات وإقامة الشبكات وحوار السياسات حول طائفة واسعة من القضايا الاجتماعية والاقتصادية. وفي هذا الصدد، يتوفر سيسرك على 21 برنامجا لبناء القدرات في مجالات محددة يتم إعمالها بطرق مختلفة، بما في ذلك دورات تدريبية وورشات عمل تدريبية وزيارات دراسية. ومن خلال هذه البرامج، يوفر المركز فرص تدريب لعدد متزايد من الموظفين في مختلف المؤسسات الوطنية في البلدان الأعضاء في المنظمة بهدف المساهمة في جهود هذه الدول الرامية إلى تعزيز القدرات البشرية لمؤسساتها. وعلاوة على ذلك، ينفذ سيسرك عددا من مشاريع وأنشطة التعاون الفني بالتنسيق مع المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية ذات الصلة من أجل دعم السلطات الوطنية في البلدان الأعضاء في مساعيها التنموية.
وبهذا، يواصل سيسرك من خلال برامج بناء القدرات لعب دور هام في تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب في سياق منظمة التعاون الإسلامي في مختلف المجالات والميادين الاجتماعية والاقتصادية. كما أن المركز يلعب دورا هاما في تسهيل نقل المعارف والدراية والخبرات وتبادلها بين البلدان الأعضاء من خلال شراكة وتعاون فعالين مع مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات الوطنية والدولية ذات الصلة مع مراعاة توزيع جغرافي متوازن لخدماته.
وعلى مدار العقود الأربعة الماضية، أثبت سيسرك، بصفته جهازا متفرعا عن منظمة التعاون الإسلامي، قدرته على الاضطلاع بنجاح بالمهام الأصلية المنوطة به قبل 44 عاما من الآن. فقد تراكمت لدى المركز خبرة راسخة وإنجازات ناجحة في مجالات اختصاصه الثلاث، أي الإحصاءات والأبحاث والتدريب. وعلى مشارف الـ44 عاما من تواجده على الساحة وانخراطه النشط، يُطالَب سيسرك في إطار مجالات تخصصه وفي ظل الجهود المشتركة الرامية إلى تحقيق الأهداف النبيلة لمنظمة التعاون الإسلامي، بشكل متزايد لوضع خبرته المتراكمة ودرايته المكتسبة في خدمة المنظمة وبلدانها الأعضاء كما يتجلى من خلال الاتساع المستمر لنطاق الأنشطة التي يقوم بها.
وترد المزيد من التفاصيل عن أنشطتنا ومبادراتنا وبرامجنا، بما في ذلك المخرجات النهائية لعملنا في مجالات الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية والإحصاءات والتدريب والمنشورات، إلى جانب قدر كبير من المعلومات المتعلقة بمنظمة التعاون الإسلامي، في الأقسام ذات الصلة من هذا الموقع.
نتمنى لكم قضاء وقت ممتع أثناء زيارة الموقع ونبقى رهن الإشارة لاستقبال تعليقاتكم وملاحظاتكم البناءة.
|