في مجال التدريب والتعاون الفني، يلعب سيسرك دورا هاما في تعزيز التعاون الفني داخل مجتمع منظمة التعاون الإسلامي في مجالات تقع ضمن ولايته. فالمركز يساهم في تعزيز التعاون الفني فيما بين البلدان الأعضاء من خلال أساليب متنوعة للتدريب وبناء القدرات الفنية، وذلك من قبيل بناء القدرات البشرية والمؤسساتية، والمساعدة الفنية، وتبادل أفضل الممارسات، وتنمية المهارات، وإقامة شبكات تضم أطراف متعددة بشأن عدد مهم من القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
في هذا الإطار، يلعب سيسرك دوراً بناءً في تعزيز تبادل المعارف داخل منظمة التعاون الإسلامي من خلال تسهيل التبادل الوظيفي للخبرات المفيدة وأفضل الممارسات بين المؤسسات الوطنية للدول الأعضاء. وتحقيقا لهذه الغاية، طور المركز برنامج منظمة التعاون الإسلامي الرئيسي لبناء القدرات (CBP) الذي يستند إلى احتياجات وقدرات المؤسسات الوطنية في الدول الأعضاء. وفي هذا الصدد، يقوم سيسرك حاليا بإدارة 25 برنامجا لبناء القدرات في مجالات محددة نفذت بتعاون وثيق مع المنظمات الوطنية والدولية والإقليمية الأكثر صلة لتوفير فرص تدريبية عالية المستوى لعدد متزايد من الموظفين من البلدان الأعضاء في مختلف ميادين ومجالات النشاط الاجتماعي والاقتصادي.
ويتحمل المركز دور الهيئة التنفيذية لبرنامج منظمة التعاون الإسلامي للتعليم المهني والتدريب (OIC-VET)، الذي يهدف إلى تحسين جودة التعليم والتدريب المهني (VET) في القطاعين العام والخاص بغرض دعم وتعزيز فرص الأفراد في الدول الأعضاء في تنمية معارفهم ومهاراتهم وبالتالي المساهمة في تنمية وتنافسية اقتصادات بلدانهم. ويهدف إلى تحسين الكفاءات والمهارات للأفراد وفقا لاحتياجات وأولويات أسواق العمل من خلال الشراكات البينية على المستوى المؤسسي. ويركز البرنامج على زيادة إمكانية الحصول عليها ورفع جودة التعليم والتدريب المهني، ويوفر فرصة للمنظمات المشاركة في التعليم والتدريب المهني لبناء شراكات في منظمة التعاون الإسلامي، وتبادل أفضل الممارسات، وزيادة خبرات العاملين فيها وتطوير مهارات وكفاءات المشاركين.
لدعم الجهود التنموية للدول الأعضاء، بادر سيسرك بالعديد من مشاريع ومبادرات تنمية القدرات التي عززت نقل المعرفة والتكيُّف في سياقات مختلفة بناءً على مبادئ الحكم الأساسية المتعلقة بالتبادل والوحدة والتضامن. وأثناء تنفيذ العديد من المشاريع، يتبنى سيسرك آلية تعاون حيث تشارك الدول الأعضاء بنشاط في تبادل المعارف والتكنولوجيا والخبرات وأفضل الممارسات بناءً على النهج الثلاثي، أي البلد المزود والبلد المتلقي وسيسرك كجهة ميسرة. ويستكشف المركز باستمرار سبل جديدة داعمة لعملية التعاون فيما بين بلدان الجنوب والتنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول الأعضاء.
ينخرط المركز بنشاط ويشارك في منتديات دولية منتظمة بغرض تعزيز وتشجيع التعاون مع المؤسسات ذات الصلة، بهدف تنظيم أنشطة مشتركة من شأنها أن تحمل إضافات إلى الجهود المتخصصة للخبراء بشكل عام، وتلعب دورا مهما في تحسين رأس المال البشري في البلدان الأعضاء.
|